Entertainment and Hospitality Expenses Tax Rules Saudi

في ظل سعي المملكة العربية السعودية نحو تطوير بيئة أعمال حديثة ومتوافقة مع المعايير العالمية، باتت القوانين الضريبية تلعب دورًا محوريًا في تنظيم العلاقة بين المنشآت والجهات التنظيمية. ومن أبرز الجوانب التي تهم الشركات والمستشارين الماليين هي قواعد الضرائب على نفقات الترفيه والضيافة، لا سيما في ضوء التوسع في الأعمال والأنشطة التجارية. ورغم أن "الضرائب على الخدمات الاستشارية" تعد مجالًا قائمًا بحد ذاته، إلا أن فهم التشريعات المرتبطة بالضيافة والترفيه يُعد جزءًا لا يتجزأ من إدارة الالتزامات الضريبية بشكل شامل.

في هذا المقال، نستعرض بشكل مفصّل كيفية تعامل النظام الضريبي السعودي مع نفقات الضيافة والترفيه، وكيف يمكن للمستشارين الماليين ومقدمي الخدمات الاستشارية مساعدة الشركات على الامتثال وتقليل المخاطر الضريبية.

أولًا: ما المقصود بنفقات الترفيه والضيافة؟


تشمل نفقات الترفيه والضيافة تلك المصروفات التي تنفقها المنشأة بهدف بناء علاقات تجارية، مثل:

  • دعوة العملاء أو الشركاء إلى وجبات رسمية

  • تنظيم فعاليات تعريفية أو تسويقية

  • تقديم هدايا رمزية للعملاء

  • تغطية تكاليف السفر والإقامة خلال اجتماعات العمل

  • استضافة وفود أو شخصيات في فعاليات الشركات


ورغم أهمية هذه النفقات في بعض القطاعات، فإن النظام الضريبي السعودي يتعامل معها بحذر، نظرًا لإمكانية إساءة استخدامها أو توظيفها لتحقيق منافع شخصية لا ترتبط بالأداء التجاري.

ثانيًا: الموقف الضريبي الرسمي في السعودية


وفقًا للهيئة العامة للزكاة والضريبة والجمارك (ZATCA)، فإن التعامل مع نفقات الترفيه والضيافة يختلف حسب طبيعتها، ومدى ارتباطها بالنشاط الاقتصادي الفعلي.

1. ضريبة القيمة المضافة (VAT)



  • نفقات الضيافة المرتبطة بالعملاء أو الأطراف الخارجية ليست قابلة للخصم لضريبة القيمة المضافة.

  • نفقات الضيافة الموجهة للموظفين الداخليين (مثل وجبات الاجتماعات) قد تكون قابلة للخصم في بعض الحالات إذا كانت تخدم غرضًا مباشرًا للعمل.


2. ضريبة الدخل أو الزكاة



  • الشركات الخاضعة لضريبة الدخل يمكن أن تخصم نفقات الضيافة من الربح الخاضع للضريبة إذا أثبتت ارتباطها بالنشاط الاقتصادي.

  • في حالة الزكاة، فإن تلك النفقات تُعالج محاسبيًا ضمن قائمة الدخل، ولكن تأثيرها الزكوي يختلف حسب نوع الشركة (سعودية أو مختلطة).


ثالثًا: العلاقة بين نفقات الضيافة والخدمات الاستشارية


غالبًا ما تكون الشركات التي تقدم أو تستعين بـ الخدمات الاستشارية، من أكثر الجهات إنفاقًا على الضيافة والترفيه، خصوصًا خلال ورش العمل، الاجتماعات، تقديم العروض، أو بناء العلاقات مع العملاء.

لذا، فإن الضرائب على الخدمات الاستشارية لا يمكن فصلها عن فهم الآليات الضريبية الخاصة بنفقات الضيافة. ويشمل ذلك:

  • إدخال نفقات الضيافة ضمن فاتورة الخدمات الاستشارية

  • تحديد نسبة الخصم المسموح بها للضريبة

  • التأكد من توثيق النفقات بشكل صحيح في السجلات المحاسبية


وهنا تأتي أهمية الاستعانة بـ مستشار ضريبي متخصص، لضمان توافق الفواتير والعمليات مع متطلبات ZATCA.

رابعًا: ضوابط قبول النفقات في الإقرار الضريبي


لكي يتم قبول نفقات الترفيه والضيافة كمصاريف تجارية في الإقرار الضريبي، يجب مراعاة عدة شروط:

  1. الربط المباشر بالنشاط التجاري: يجب أن تكون النفقة ذات علاقة مباشرة بتحقيق إيراد.

  2. الوثائق والمستندات: يجب الاحتفاظ بالفواتير، وأسماء الحضور، وأسباب النفقة، وارتباطها بالعمل.

  3. عدم المبالغة أو التكرار غير المبرر: النفقات المفرطة أو غير المعتادة قد تُرفض كمصروفات تجارية.

  4. عدم استفادة أفراد غير معنيين: يجب ألا تشمل النفقة ضيافة لأشخاص ليس لهم علاقة بالعمل.


خامسًا: التحديات التي تواجه الشركات


الكثير من الشركات تقع في أخطاء شائعة عند التعامل مع نفقات الضيافة، ومنها:

  • تسجيل النفقة كمصاريف عامة دون تصنيف واضح

  • خصم ضريبة القيمة المضافة على نفقات غير مؤهلة

  • إصدار فواتير غير مطابقة لمتطلبات ZATCA

  • الجمع بين نفقات الضيافة والخدمات الاستشارية في بند واحد دون تفصيل


ولذلك، فإن العمل مع مزودي الخدمات الاستشارية في المجال الضريبي يساعد الشركات على تجنب الغرامات والتدقيقات المكلفة.

سادسًا: توصيات للامتثال الضريبي


1. تعيين خبير ضرائب أو التعاقد مع مكتب استشاري


الخبراء المتخصصون في الضرائب على الخدمات الاستشارية يمكنهم توجيه الشركة بشكل دقيق حول حدود الخصم، وكيفية تصنيف النفقات.

2. مراجعة السياسات المحاسبية الداخلية


يجب أن تشمل السياسة المحاسبية توجيهات واضحة بشأن:

  • متى تُسجّل النفقة كضيافة؟

  • ما حدود الضيافة المقبولة؟

  • كيفية التعامل مع ضريبة القيمة المضافة؟


3. الاحتفاظ بسجل إلكتروني مفصّل


توثيق كل عملية ضيافة أو ترفيه، مع ذكر الغرض، والمشاركين، وتاريخ النفقة.

4. الفصل بين الخدمات والضيافة في الفواتير


عند التعاقد مع مستشارين، من الأفضل أن يتم إصدار فواتير منفصلة أو مفصلة تبين البنود المرتبطة بالضيافة بشكل مستقل عن الخدمات الاستشارية.

سابعًا: مستقبل تنظيم الضرائب على نفقات الضيافة


في ظل توجهات التحول الرقمي والشفافية المالية، يتوقع أن تشهد الفترة القادمة:

  • تشديد الرقابة على الفواتير والنفقات من خلال التكامل مع منصة "فاتورة"

  • زيادة التوعية من ZATCA بشأن التعامل الضريبي مع الضيافة والترفيه

  • تعزيز الربط بين الضرائب والخدمات الاستشارية ضمن معايير تقييم العقود


ولهذا فإن تحديث السياسات الداخلية، والاستعانة بمقدمي خدمات استشارية ضريبية معتمدين، سيكون أمرًا حاسمًا لتحقيق الامتثال وتفادي العقوبات.

إن فهم قواعد الضرائب على نفقات الترفيه والضيافة في السعودية يُعد جزءًا أساسيًا من الإدارة الضريبية السليمة، خاصةً عند التعامل مع مقدمي الخدمات الاستشارية أو التوسع في الأنشطة الترويجية. وبينما تتيح الأنظمة السعودية إمكانية احتساب بعض هذه النفقات كمصاريف تجارية، فإن ذلك يتطلب توثيقًا دقيقًا، وامتثالًا للأنظمة والتعليمات الرسمية.

ولتحقيق أفضل النتائج، من الضروري العمل مع مستشارين ضريبيين لديهم خبرة متخصصة في هذا المجال، لضمان الالتزام الكامل، وتجنب المخاطر والغرامات، وتحقيق الاستخدام الأمثل للمصروفات التشغيلية.

المراجع:

متطلبات حفظ السجلات الضريبية للشركات السعودية

الالتزامات الضريبية لغير المقيمين من العمالة الأجنبية في السعودية

الضرائب على العملات الرقمية والأصول الرقمية في السعودية

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *